02‏/02‏/2019

أفكار للتخلص من التسويف وزيادة الإنتاجية


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته 
كيف حالكم جميعًا؟ 

إدارة الوقت وإنجاز المهام مهارتان مهمتان للإنجاز والتخلص من الكسل والتسويف.
مع بداية الفصل الدراسي الجديد ووضع الخطط والقرارات لفصل دراسي أفضل، أردت إفادتكم ببعض النصائح التي أفادتني و من
الممكن أن تنفعكم أنتم أيضًا للتخلص من الكسل والتسويف خلال الفصل الدراسي.
كنت خلال مراحل دراستي وخصوصًا في أيام الاختبارات، أبحث كثيرًا عن طرق لتجنب الكسل والتركيز في الدراسة والتعلم الفعال
 وغيرها، وكنت أحب تجربة العديد من الطرائق التي نفعت مع البعض وبالفعل بعضها نفعني كثيرًا والبعض الآخر لم يفعل!
وبعد تجربتي للعديد منها قررت مشاركتكم بعضها لأنني الآن لا استخدمها فقط في المجال الدراسي ولكني بدأت باستخدمها لتنفيذ مهام أخرى كثيرة..
دائمًا ما كان يضيع وقتي على برامج التواصل الاجتماعي أو البرامج التلفزيونية  وكنت أظن بأن المنجزين لا يحظون بوقت
ليتمتعوا به ولكن وبعد بحثي المطول وتجربتي للعديد من الطرائق أصبحت أكثر قدرة على تنظيم وقتي وتجنب الكسل والتسويف
 -ليس إلى حدٍ كبير ولكني استطعت- واكتشفت أنه يمكنني الإنجاز والتمتع في نفس الوقت.




 ما هو التسويف؟


التسويف هو تأخير وتأجيل تنفيذ عمل ما دون مسوّغ أو عذر حقيقي مقبول.
وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: 'اللهم إني أعوذ بك من الهم والحزن، وأعوذ بك من العجز والكسل...'. فقد تعوذ رسول الله
صلى االله عليه وسلم من الكسل الذي يعد عاملًا كبيرًا ومساعدًا للتسويف!
وأرى بأن التسويف خطِر جدًا؛ فهو يوقف الأشخاص من تحقيق النجاح ويؤدي أيضًا إلى تراكم الأعمال؛ ونتيجة لذالك سيستمر
التسويف والكسل، كما يجعل التسويف العديد من الأشخاص يفقدون فرصًا رائعة، ويجعل الأيام تبدوا متشابهة ويكثر من الفراغ
الذي حذر منه الرسول صلى الله عليه وسلم، قالﷺ "نعمتان مغبون فيهما كثير من الناس: الصحة، والفراغ"
ولا أريد أن يخبرني البعض أنه لا يستطيع تغيير عادة التسويف لديه؛ لأن التغير اختيار جميعنا قادرون عليه.

*الترتيب عشوائي.
أولًا:ترتيب مساحة العمل:


من المهم أن تكون مساحة عملك نظيفة ومرتبه لأنها ستنعكس عليك، مثلًا لو كانت مساحتك غير منظمة وتحتوي على العديد من
الأدوات غير الَّلازمة فإنك في الغالب ستتكاسل عن تنظيفها وتنظيمها لتبدأ العمل وهذا سيؤدي إلى المزيد من التسويف، بينما لو كانت
 مساحة عملك نظيفة و مرتبة سيسهل عليك الوصول إلى ما تحتاج، بالإضافة إلى أن تركيزك سينصب على العمل الذي تقوم به بدلًا من الفوضى حول المكان. 

وجميعنا لدينا مساحات مفضلة لممارسة أعمالنا والدراسة ولكن البعض يمارس جميع أعماله سواء للمتعة أو للعمل الجاد في مكان واحد.
 وهذه الطريقة مشتِّتَة، على سبيل المثال كنت أضع أجهزتي و خيوطي و ألواني وجميع أدواتي حولي وقت الدراسة أو العمل
 و كنت في العديد من الأوقات أقوم بتشغيل جهازي المحمول على الرغم من عدم حاجتي له (فقط من باب العادة) ولكن هذا الفعل
كان يشتتني فبدلًا من التركيز بالعمل الذي بين يدي أنا أفكر بتكملة القبعة التي على الطاولة و تحميل الملف الفلاني في الحاسوب وووو ... الخ.
 ولكني الآن عودت نفسي على توفير جو مناسب لمساحة العمل فمثلًا عند بداية الفصل الدراسي أعيد ترتيب مكتبي ومساحتي الخاصة
بحيث تصبح مرتبة ومنظمة وخالية من الملهيات، بينما في الإجازات فأنا أُخرج جميع الأدوات الدراسية غيرالازمة وأضع مساحة
لهواياتي وأوقات الفراغ. وعادةً ما أكون متساهلة خلال الأيام الدراسية ولكني أتخلص من كل شيء خلال فترة الاختبارات النهائية.

حسنًا فلنفترض أنك تعمل طوال السنة ولا يوجد لديك إجازات مثل الحالة الدراسية أعلاه، يمكنك ترتيب مساحتك إلى قسمين مثلًا
 الجهة اليمنى تكون مخصصة للأعمال والهوايات والجهة اليسرى تكون للتركيز والعمل. 

ثانيًا: إبعاد الهاتف الجوال عن نظرك: 

الجوال هو أحد أكبر مسببات التسويف إذا ما كان أولها، فهواتفنا دائما ما تحتوي على العديد من برامج التواصل الاجتماعي
والعديد العديد من الملهيات، فربما تبدأ في العمل وفي منتصف تركيزك يصلك إشعار وتفتح الهاتف فقط لرؤية هذا الإشعار ولكن
ينتهي بك المطاف بإغلاقه بعد نصف ساعة إذا لم تتعدى ذلك. فإبعاد الهاتف الجوال فكرة سديدة جربوها وسترون عائدها عليكم.

ثالثًا: تحديد وقت للعمل:


المقصود هنا هو أن تحديد وقتًا لإنجاز المَهمة المطلوبة مثلًا (القراءة لمدة ٢٠ دقيقة) والالتزام بها وذلك إما بوضع منبه لعشرين دقيقة
  أو باستخدام وسائل أخرى. وهذه بعض الطرائق التي أتبعها لتحديد وقت العمل. 

١- منبه الهاتف الجوال: أحب استخدام المنبه لأن وقته محدد و لأنني لن أحتاج إلى التوقف والتأكد من الزمن بالإضافة إلى أن
المنبه يعمل حتى في حالة وضع عدم الإزعاج وهذا شيء رائع فلن تشتتك الإشعارات وستستطيع متابعة الوقت.
 ولكن هناك مشكلة واحدة وهي أن المنبه يكون في بعض الأحيان مزعجًا؛ فاحرص على اختيار نغمةٍ مناسبة.


٢- الساعة الرملية: للساعات الرملية أزمنة مختلفة فمنها مالا يتعدى النصف دقيقة ومنها ما يتعدى الساعة الكاملة، والمفيد في
 الساعة الرملية أنها تساعدك على معرفة الوقت و التركيز في العمل وأشكالها جميلة، بالإضافة إلى أنها تبعث فيني الحماس
شخصيًا،😂  وتمكنك من التخلص من الهاتف لأن الساعة الرملية ستعرض لك الوقت المتبقي وستحدد ساعات عملك.


مثلًا اشترت أختي الساعة الرملية كزينة للمكان ولكن وبعد اكتشافي لوقتها (٢٩دقيقة) قررت استخدامها للدراسة فأنا أتبع منهج
 التركيز لمدة ٣٠ دقيقة والاستراحة لخمسة دقائق ثم العودة للعمل. فأنا أترك هاتفي في وضع عدم الإزعاج وبعيدًا عني وأحسب
وقتي من خلال الساعة الرملية و أحاول التحرك و تَطَقُّس أحوال البيت خلال استراحةِ الخمسةِ دقائق ولا أستخدم هاتفي لأن
استخدامي له يعني أن مدة الاستراحة قد تتمدد.

٣- تطبيق Forest: هناك العديد من التطبيقات لتنظيم وقت استخدام الهاتف ومن ضمنها هذا التطبيق الجميل الذي ساعدني كثيرًا
في التركيز وعدم استخدام الهاتف. تحدثت عن هذا التطبيق في تدوينتة "مباهج صغيرة" هنا .
ولكن باختصار هذا التطبيق يمكِّنك من زراعة شجرة كل مرة لا تستخدم فيها الهاتف لمدة تقوم بتحديدها أنت.
ساعدني هذا التطبيق كثيرًا ولأني أحب الأشجار والزراعة فأنا أتحمس كثيرًا لزراعة أشجار جميلة في حديقتي الإلكترونية.
 ومن خلال هذا التطبيق زرعت ٤ أشجار في عالمنا الواقعي..😻

رابعًا: التخطيط مسبقًا:

كنت دائمًا أخطط قبل النوم لفعل العديد من الأمور "غدًا" ولكني حينما أستيقظ أكون قد نسيت كل ما خططته الليلة السابقة 😂
 لذا بدأت بتبني عادة كتابة الخطط والأعمال التي يجب علي إنجازها، من الليلة السابقة؛ وبهذه الطريقة فأنا أطّلع على قائمة
مهامي بعد استيقاظي من النوم حتى قبل استخدامي لهاتفي الجوال.  وهكذا أستطيع تذكر مهامي في وقتٍ باكر وتقسيمها على مدار اليوم.

وهناك العديد من أساليب تسجيل المهام منها: تسجيل المهام على ورقة خارجية وتثبيتها في مكان عملك أو استخدام تطبيق لكتابة
المهام وتذكيرك بها في وقتها أو كتابة المهام في جهاز الكمبيوتر بحيث حينما تفتح جهازك المحمول ستظهر لك المهام . . .إلخ.


خامسًا: الاستيقاظ باكرًا:

عن النبي صلى عليه وسلم قال: اللهم بارك لأمتي في بكورها. فقد فضّل رسول الله صلى الله عليه وسلم البكرة ودعا لنا -أمة الإسلام-
بالمباركة فيها. بالنسبة لي تبنيت هذه العادة في عمر السادسة عشر تقريبًا ولا أتذكر الأسباب التي جعلتني أتبناها ولكني بعد ذلك
اعتدت على الاستيقاظ باكرًا لدرجة أني لا أحب الليل فعلًا و يقل إنجازي فيه. ولكني لاحظت أن في الأيام التي استيقظ فيها باكرًا
أنجز أكثر من الأيام التي لا أستيقظ فيها إلا الظهيرة. وفي السابق كنت أستيقظ لصلاة الفجر ولكني أعود للنوم للاستيقاظ مرة أخرى
في الساعة التاسعة ولكني الآن أستيقظ لصلاة الفجر ولا اعود للنوم.


جدولي المعتاد هو من الساعة السادسة حتى الثامنة تقريبًا أقوم ببعض الأعمال بعيدًا عن الهاتف وأي ملهيات أخرى، بعد ذلك 

أحضِّر الفطور وأبدأ باستخدام الإلكترونيات بالتحديد أشاهد برنامجًا أو حلقة تلفزيونية وبعض الأحيان اليوتيوب -لأنني وللأسف لم 
أستطع حتى الآن كسر عادة الأكل والمشاهدة في وقتٍ واحد- بعد انتهائي من الفطور أحاول القيام بالأعمال الأخرى وعادةً حينما
أصل إلى الظهيرة أكون قد أنجزت جميع أعمالي في القائمة.😻 مما جعلني في الفترة الأخيرة أضيف العديد من المَهام.

والإنترنت مليء بالمواضيع التي تتحدث عن فوائد الاستيقاظ باكرًا يمكنكم الوصول إليها بكتابة "فوائد الاستيقاظ باكرًا" في صندوق البحث قوقل.



ختامًا، هناك العديد والعديد من الطرائق و الأفكار والنصائح للتخلص من التسويف ولكنني ذكرت فقط الطرق التي 
نجحت معي شخصيًا وأردت إفادتكم بها ربما أحدكم يستفيد منها..💛 وربما لا تلتزم دائمًا أو في البداية ولكن مع المحاولة
والتعود والإصرار ستقل أيام عدم الالتزام وستزيد أيام الإنجاز. 👌 فمحدثتكم لا تلتزم بهذا الجدول طوال الوقت.😁
يمكنكم كتابة أي استفسار في صندوق التعليقات بالأسفل.💕
وأخبروني ما هي وسائلكم للتخلص من التسويف؟ وزيادة الإنتاجية؟😍
يوم سعيد لكم..



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

يُسعِدُني تعليقك . .